حبل من الجنة

حبل من الجنة

من يُعلم الزوجات بعد تخلي ذويهن عنهن؟!

توفي والداها في حادث وعمرها لم يتجاوز الثالثة عشرة، فأصبحت وللأسف عبئاً
ثقيلاً على إخوانها الذكور، الذين حاولوا التخلص منها بأسرع وقت، فزوجوها
برجل لا يعرفون عنه شيئاً، إلا أنه يملك منزلا في أحد الأحياء القديمة.

شعر الزوج المتهالك بعدم رغبة إخوتها بها، فاستهتر بها واستخف، وزاده بُعد إخوانها وعدم سؤالهم عنها استخفافا.

مرت الأيام على الزوجة سوداء ثقيلة؛ لأنها لم تعد تعرف في الحياة إلا
زوجها القاسي الذي أصبح يجاهر بمعاصيه أمامها، فيشرب الخمر يومياً ويعاشر
المومسات كذلك، فكل يوم يحضرهن والخمر إلى منزلها، وعليها البقاء في
الطابق العلوي حتى يقضي إربه الشيطاني. هكذا عاشت تلك الضحية بعيدة عن
الأهل والزوج والأنس والسعادة.

قضت عشرين عاما تحت وطأة التهديد والقسوة، لم يكن يسليها ويعينها على ما
تواجهه سوى جارتها التي تغطيها في بردها، وتسليها في همها، وتطعمها في
جوعها، وتسقيها في عطشها، فعوضتها حنان الأم، بل والأب أيضا.

أما زوجها فقد زاد طغيانه، فتحول إلى وحش كاسر، بعد أن أدمن المخدرات،
فبات يسرق منها كل ما تملكه من ماديات ومعنويات، حتى جاء ذلك اليوم الذي
أخبرها فيه أنه باع المنزل، فقالت: وأين سنسكن؟ قال عند إخوتك. فقالت له:
إنهم لم يقبلوا بي وأنا دون أولاد فكيف سيقبلون بي وهم معي؟! فتركها دون
إجابة وغاب عنها إلى أن طرق بابها المشتري يطلب منها مغادرة المنزل، حاولت
إفهامه وضعها، إلا أنه لم يستمع لها ولم يفهم مقاصدها.

اتصلت بجارتها وأخبرتها عما حدث، فاتصلت الجارة بأعقل إخوتها وأخبرته عن
وضع أخته، فقال لها: أما هي فحياها الله، أما أبناؤها فيتحملهم أبوهم...
وأين هو أبوهم؟!

ذهبت إلى بيت أخيها خادمة له ولأولاده وزوجه، أما أبناؤها الستة فكانوا ينامون في المسجد وفي الصباح يطوفون الشوارع!

عاشت حسيرة كسيرة تفكر بوضعها منذ أن فارق أبواها الحياة، وتنكر لها
إخوانها، وأنجبت الأولاد ووالدهم ميت الهمة والضمير، حتى وصل بها الأمر ما
وصل، فانزوت في مطبخ أخيها تفكر وتفكر حتى أخذها النوم ورأت: أن حبلا نزل
إليها من السماء وأمرها رجل أن تأخذ به فأخذته، وارتفعت إلى أن دخلت أجواء
السماء العليا، وفتح لها الباب، ودخلت قصرا لم تر مثله ولم تسمع به من
قبل، وسارت فيه كفراشة تمتع ناظريها بجمال لم تشهده قبل، فسألت الرجل الذي
مد لها الحبل: هذا القصر لمن؟ فقال لها: هذا قصرك جزاء صبرك.

فاستيقظت بنفسية غير التي نامت بها، فرحة مستبشرة بما بشرها الله به، وكأن
هذه الرؤية ذكرتها بقيوم السماوات والأرض، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي
لا يغيب عنا كما نغيب عنه، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، الرب الذي
لم يعلمها أحد أنه ملاذ الخائفين، ومجيب الداعين، ومعين الصابرين ومع
المحسنين.

فمن يُعلم الزوجات بعد تخلي ذويهن عنهن؟!

موضوع: رد: حبل من الجنة الخميس مايو 06, 2010 2:48 am

نرجو الرد

موضوع: رد: حبل من الجنة الخميس مايو 06, 2010 9:37 am

رائع

» من اسباب دخول الجنة
» الصفات الأربعة لأهل الجنة ::
» دعاء مكتوب على حيطان الجنة