معجزات الرسول

وحين اقترب موعد بعثه صلى الله عليه وسلم، رسولا إلى الناس جميعا، حبَّبَ
الله إليه الخلوة .
فكان صلى الله عليه وسلم ،يحب الجلوس وحده، بعيدا عن الناس، يتأمل في الكون
و عظمته ، ويفكر في سرّْ هذا الوجود، الذي يدل على عظمة الخالق سبحانه
وقدرته.
كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج من مكة، بعيداً عن بيوتها، فما يَمُرُّ
بحجرٍ ولا شجرٍ إلا قال له: السلام عليكم يا رسول الله. فيلتفت حوله وعن
يمينه وشماله وخلفه، فلا يرى إلا الشجر والحجر.
وحتى يكون محمد مُعدًّا لاستقبال وحي الله بالرسالة ، كان لايرى رؤْيا في
منامه ، إلا تحققت كما رآها.
تقول عائشة رضي الله عنها "إنّ أوَّل مابُدِىءَ به رسول الله صلى الله عليه
وسلم من النبوة، حين أراد الله كرامته، ورحمة العباد به، الرُّؤْيا
الصادقة. لايرى رسول الله رؤيا في نومه إلا جاءت كفلقِ الصُّبحْ.وحبَّب
الله تعالى إليه الخلوة، فلم يكن شيءً أحبّ إليه من أن يخلُو وَحْدَةُ."
فكان يخلُو إلى نفسه في غار حِراء،المجود بجبلٍ قريب من مكة. ويمكُثُ فيه
كل عام شهرا، يقضيه في تأمًّلاته، وعباداته.
حتى كانت إرادة الله ومشيئته ، وجاءهُ وحْيُ الله ٍ (( اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{6}
أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى{7} إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى{8} أَرَأَيْتَ
الَّذِي يَنْهَى{9} عَبْداً إِذَا صَلَّى{10} أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى
الْهُدَى{11} أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى{12} أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ
وَتَوَلَّى{13} أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى{14} كَلَّا لَئِن
لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ{15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ
خَاطِئَةٍ{16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه{17} سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ{18} كَلَّا
لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ{19})) ،إيذاناً ببدأ الرسالة، وأن
محمد صلى الله عليه وسلم رسولٌ من الله بدين ِ الحق،إلى كل البشرولا نبي أو
رسول بعده،حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وختَمَتْ السَّماءُ بذلك مَوْكبَ
الُّسُلِ و الرسلاتِ.

نظرة على غزوات النبي-ص-
إذا نظرنا إلى غزوات النبي-ص- و بعوثه و سرياه ،لا يمكن لنا ولأحد ممن ينظر
في أوضاع الحروب و آثارها وخلفياتها-لا يمكن لنا إلا أن نقول : إن النبي
صلى الله عليه وسلم كان أكبر قائد عسكري في الدنيا، وأسدهم وأعمقهم فراسة
وتيقظا، إنه صاحب